فون رويد : ربما أصبحنا على موعد مع "القرصنة الشرعية " والتي ستكون مادة سهلة قابلة للتعليم من قبل متخصصين ، على عكس السائد في هذا المجال حيث يبقى الهاكرز أو قراصنة الإنترنت والبرمجيات في الخفاء لأطول فترة ممكنة ، وذلك أن ما يملكوه من مهارات وإمكانيات عقلية غالباً مايستخدم بطريقة سيئة "كالسرقة والإضرار بالآخرين " ،بالطبع هي ليست قاعدة عامة ينتهجها جميع القراصنة ولكن بكل الأحوال هم يفضلون التخفي عن العيون تماماً ويبذلون جهداً مضنياً للحفاظ على هويتهم المجهولة .

ولكن في تقرير جديد لموقع " أي بي تايمز "   أوضح أن المملكة المتحدة البريطانية قد قامت ببناء أول مدرسة تابعة للأمن القومي  لتدريب الجيل القادم من الشباب المراهقين على فنون وعلوم الاختراق والبرمجة والأمن الإلكترونى، ومن المقرر أن تفتح المدرسة الجديدة أبوابها فى بداية سبتمبر من عام 2018، وسيلتحق بها الشباب الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 16-19 عاما.

وذكر التقرير أن مقر المدرسة الخاصة بالأمن السيبرانى الجديدة والأولى من نوعها فى المملكة المتحدة البريطانية سيكون فى حديقة "بلتشلى" التى شهدت على الابتكار والعمل فى الحرب العالمية الثانية، وقال " تيم رينولدز، نائب رئيس المتحف الوطنى للحاسبات لوكالة "رويترز"، إن ما نسعى إليه هو تجميع كل الخبرات ودعمها وتطويرها ، بالإضافة إلى توفير الدعم التعليمى من أجل مساعدة هؤلاء الطلاب الصغار في السن  فى التعلم واحتراف هذا المجال بجميع مهاراته وخباياه والذى يعد جزء هام من الأمن القومى البريطانى.

 وأوضح التقرير أن المدرسة الجديدة سيكون الطلاب فيها أحرار فى الحضور وسيتم اختيارهم على أساس المواهب والقدرات العقلية، بغض النظر عن الخلفية العائلية أو الثروة، وحوالى 40٪ من المناهج الدراسية للطلاب ستكون عن الدراسات السيبرانية فى حين أن بقية المواد التكميلية الأخرى ستشمل الرياضيات والفيزياء وعلوم الكمبيوتر، وفترة الدراسة ستستمر ثلاث سنوات.

ويبدو من خلال ما ذكرناه أن الحكومات وعلى رأسها "بريطانيا " باتت تولي هذا المجال "القرصنة والإختراق " إهتماماً بالغاً إلى الحد الذي يدفعها لإنشاء مدرسة متخصصة لتعليم المراهقين ممن يقع عليهم الإختيار هذه العلوم ، وفي إعتقادي تأتي هذه الخطوة البريطانية "الموفقة " إنذاراً مبكراً للمستقبل القريب القادم الذي سيكون للقراصنة والمخترقين يد طولى فيه والواجب التصدي له من قبل الحكومات  .